القائمة الرئيسية

الصفحات

أحفاد الغازي عثمان يفتحون القسطنطينية ويحققون نبوءة الرسول محمد (ص) !!


كان فتح القسطنطينية حدثاً مهماً وجلل على الصعيدين العالمي والاسلامي ، فقد تحققت نبوءة النبي محمد صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية والتى ظل المسلمون متمسكين بها رغم زمن تلك النبوءة البعيد للغاية ولكن الأيمان بالله وبرسوله جعل المسلمين ينتظرون ذلك البطل الذى سيفتح به الله القسطنطينية ويتم نصره على المسلمين وكان فتحها بمثابة دافع قوي للمسلمين لمواصلة سلسلة الانتصارات والفتوحات ضد الممالك الأوروبية ، وأما على الصعيد العالمي فأعتبره المؤرخون ختام لعهد العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة .

أولى المُحاولات الإسلاميَّة لِفتح القسطنطينيَّة كانت سنة 49هـ ، المُوافق لِسنة 669 م، وذلك في عهد مُعاوية بن أبي سُفيان، إذ أرسل حملةً عسكريَّةً بريَّةً ضخمة لِحصار المدينة بقيادة فضالة بن عُبيد الله الأنصاري الذي توغَّل في عُمق الأراضي البيزنطيَّة حتّى وصل إلى خلقدونيَّة القريبة من العاصمة الروميَّة  إلَّا أنَّ المُسلمين لم يُحرزوا انتصاراتٍ حاسمة، فاضطرّوا إلى فك الحصار والعودة إلى دمشق. وتوفي في هذه الغزوة الصحابي أبو أيّوب الأنصاريّ الذي رافق جيش يزيد، ودُفن عند أسوار القسطنطينيَّة.

عاود المُسلمون الكرَّة على القسطنطينيَّة في خِلافة سُليمان بن عبد الملك، سنة 98هـ المُوافقة لسنة 717م، عندما جمع الخليفة سالف الذِكر جيشًا بريًّا بلغ قوامه 180 ألف جُندي من أهل الشَّام والجزيرة الفُراتيَّة والموصل، بالإضافة إلى 1800 قطعة بحريَّة، واتَّخذ من دابق مُعسكرًا له، وأعطى الله عهدًا أن لا ينصرف حتّى يدخل الجيش القسطنطينيَّة . ثُمَّ توفي سُليمان بن عبد الملك واعتلى عُمر بن عبد العزيز سُدَّة الخِلافة، فأرسل كتابًا إلى مسلمة يأمره بفكّ الحصار والعودة إلى دمشق، ففعل الأخير ما أُمر به في شهر ذي الحجَّة سنة 99هـ، المُوافق فيه شهر تمّوز (يوليو) سنة 718م.

 تسلم محمد الفاتح الحكم بعد وفاة أبيه في (5 محرم 855 هـ/ 7 فبراير 1451م)، وبدأ في التجهيز لفتح القسطنطينية، ليحقق الحلم الذي يراوده، وليكون هو محل البشارة النبوية، وفي الوقت نفسه يسهل لدولته الفتية الفتوحات في أوروبا، ويقضي على أعدائه الذين يتربصون به.


وضع محمد الفاتح خطة عبقرية قبل فتح القسطنطينية ، حيث شيّد على الجانب الأوروبي من البوسفور قلعة كبيرة عُرفت باسم قلعة (روملي حصار) لتتحكم في مضيق البوسفور في مدة زمنية لا تتعدى الأشهر الثلاثة، وقام ببناء سفن جديدة في بحر مرمرة لكي تسد طريق الدردنيل، واستقدام خيرة الخبراء العسكريين، ومن بينهم الصانع المجري الشهير (أوربان) الذي استطاع صُنْعَ مدافع عظيمة عملاقة لم تشهدها أوروبا من قبل، تقذف كرات هائلة من الحجارة والنار على أسوار القسطنطينية.
حشد الفاتح جيشه البالغ 265 ألف مقاتل من المشاة والفرسان، تصحبهم المدافع الضخمة، واتجهوا إلى القسطنطينية، واستمرَّ حصار المدينة ثلاثة وخمسين يومًا، وكان من بين العقبات الرئيسية أمام الجيش العثماني تلك السلسلة الضخمة ؛ التي وضعها البيزنطيون ليتحكَّمُوا بها في مدخل القرن الذهبي، والتي لا يمكن فتح المدينة إلَّا بتخطِّيها، وقد حاول العثمانيون تخطِّي هذه السلسلة دون جدوى؛ وقاموا بجرّ السُّفن من البوسفور إِلى البر حيث سُحبت على الأخشاب المدهونة بالزَّيت مسافة ثلاثة أميال، حتَّى وصلت إِلى نقطةٍ آمنةٍ، فأنزلت في القرن الذَّهبي، وتمكَّن العثمانيُّون في تلك اللَّيلة من سحب أكثر من سبعين سفينة، وإِنزالها على حين غفلةٍ من العدوِّ بطريقةٍ لم يُسبق إِليها السُّلطان الفاتح قبل ذلك، وقد كان يشرف بنفسه على العمليَّة الَّتي جرت في اللَّيل بعيداً عن أنظار العدوِّ، ومراقبته. لقد دهش الرُّوم دهشةً كبرى عندما علموا بها، فما كان أحد ليستطيع تصديق ما تمَّ، لكن الواقع المشاهد جعلهم يذعنون لهذه الخطَّة الباهرة، وتمَّ استكمال حصار المدينة من كل الجبهات.
عند السَّاعة الواحدة صباحاً من يوم الثَّلاثاء 20 جمادى الأولى سنة 857هـ الموافق 29 مايو 1435م بدأ الهجوم العامُّ على المدينة بعد أن أُصدرت الأوامر للمجاهدين الَّذين علت أصواتهم بالتَّكبير، وانطلقوا نحو الأسوار، وخاف البيزنطيُّون خوفاً عظيماً، وشرعوا في دقِّ نواقيس الكنائس، والتجأ إِليها كثيرٌ من النَّصارى، وكان الهجوم النِّهائي متزامناً برِّيَّاً، وبحريَّاً في وقتٍ واحدٍ حسب خطَّةٍ دقيقةٍ أُعدَّت بإِحكامٍ.
ومع بزوغ نور الصَّباح أصبح المهاجمون يستطيعون أن يحدِّدوا مواقع العدوِّ بدقَّةٍ أكثر، وشرعوا في مضاعفة جهودهم في الهجوم، حيث أمطرت المدفعية الأسوار بوابلٍ من القذائف، وجاء قسمٌ جديدٌ من شجعان الإِنكشاريَّة، استطاع ثلاثون منهم تسلُّق السُّور أمام دهشة الأعداء، وتمكنوا من تمهيد الطَّريق لدخول المدينة عند طوب قابي، ورفعوا الأعلام العثمانيَّة، ممَّا زاد في حماس بقيَّة الجيش للاقتحام، كما فتُّوا في عضد الأعداء.
ولما رأى قسطنطين الأعلام ترفرف على الأبراج الشَّماليَّة للمدينة، أيقن بعدم جدوى الدِّفاع، وخلع ملابسه حتَّى لا يعرف، ونزل عن حصانه، وقاتل حتَّى قتل في ساحة المعركة، وكان لانتشار خبر موته دورٌ كبيرٌ في زيادة حماس المجاهدين العثمانيِّين، وسقوط عزائم النَّصارى المدافعين، وتمكَّنت الجيوش العثمانيَّة من دخول المدينة من مناطق مختلفةٍ، وهكذا تمكَّن المسلمون من الاستيلاء على المدينة، وكان الفاتح ـ رحمه الله ـ مع جنده في تلك اللَّحظات يشاركهم فرحة النَّصر، ولذَّة الفوز بالغلبة على الأعداء من فوق صهوة جواده.
انه السلطان " محمد الفاتح " حفيد الغازي عثمان ابن ارطغرل مؤسس الدولة العثمانية ، حقق الفاتح نبوءة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بفتح القسطنطينية فنعم الفاتح ونعم الجيش !
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات